إعادة ولادة للثقافة البربرية في ليبيا
ما بعد القذافي
ترجمه بتصرف/ الحسين سليم محسن
بتاريخ 2012.09.03 كتب / تيم هيوم Tim Hume
على الموقع الإلكتروني لإذاعة سي إن إن CNN ما يلي:
كان سقوط معمر القذافي مثيرا للفوضى والحيرة في كثير من الأحيان، وكان
التنافس بين الجماعات المختلفة من أجل الحصول على حصة في ليبيا الجديدة بعد أربعة عقود
من الدكتاتورية. ولكن في حين لا يزال الغموض يلف واقع النظام في ليبيا الجديدة، لكنه
كان واضحا بالنسبة للأقلية البربرية في البلاد. كانت إزالة النظام القديم تطهيرا لطريق
نهضة لغتهم القديمة وثقافتهم التي قمعتها وحشية القذافي تحت الحكم المتشدد.
كلمة "أمازيغ" في لغتهم الأصلية (الأمازيغية) تعني (الرجل الحر).
والبربر هم السكان الأصليون لشمال أفريقيا، الذين سادت ثقافتهم في المنطقة قبل الفتح
الإسلامي في القرن السابع الميلادي. لكن أيديولوجية القذافي كانت تشدد على وحدة جميع
الليبيين تحت الهوية العربية، ومنع أي جهود فعالة في التعبير الثقافي الأمازيغي خلال
فترة حكمه.
ليس هناك بيانات لتعداد البربر يمكن الاعتماد عليها، ولكن معظم التقديرات
وضعته في حوالي 10٪ من إجمالي السكان. كان البربر الذين حاولوا تعزيز حقوقهم أو تراثهم
الثقافي مضطهدين، وأحيانا حتى القتل. وكانت البربر غير قادرين على التحدث علنا بلغتهم
الأمازيغية أو نشر كتبهم بها، أو عرض رموزهم مثل العلم الأمازيغي. وقد كان هناك قانون
يحظر أي أسماء غير عربية أو إسلامية، وكانوا يجبرون على تغيير أسماء أطفالهم.
لا يمكن تدريس اللغة الأمازيغية في المدارس أو الجامعات ولم تكن هناك
مراكز بحثية لهذه اللغة أو مراكز إعلامية. وكان يمنع إطلاق الأسماء البربرية على الأطفال
في وقت القذافي الذي كان يعلن عداءه للثقافة الأمازيغية. ويعتبر جبل نفوسة هو المعقل
التقليدي للأمازيغ، حيث شارك السكان البربر بضراوة في القتال ضد قوات القذافي، والحصول
على اليد العليا بسرعة أكبر من نظرائهم في شرق البلاد.
منذ بدايات التحرير، بدأ نشر مجلة بالأمازيغية ، تحت اسم (تيليلي Tilelli)
وهي تعني (الحرية)، باللغة الأمازيغية. في البداية كان التركيز على الأخبار، وهي تطبع
على ورق A4. والآن صارت أكثر احترافية
ونقلت إلى العاصمة طرابلس. ويتم النشر في هذه المجلة باللغات الأمازيغية والعربية والإنجليزية.
ويتم طبع 3000 نسخة منها، ويتم التركيز فيها على تعزيز الثقافة الأمازيغية واللغة،
من خلال إعادة طبع أعمال قديمة من الشعر، بالإضافة إلى أعمال أكثر حداثة. مجلة تيليلي
أو (الحرية) هي أحد عناصر ازدهار الثقافة الأمازيغية بعد سقوط القذافي. ويجري الآن تدريس الأمازيغية من قبل الجمعيات الثقافية، وتستعمل
في البث الإذاعي وكذلك في المحلات التجارية والأماكن العامة الأخرى. هناك الآن عروض
للموسيقى الأمازيغية في مهرجانات في جميع أنحاء البلاد. يتألف علم البربر من أشرطة
أفقية بالألوان الأزرق والأخضر والأصفر وفي وسطه حرف تيفيناغ Tifinagh أحمر يرمز
إلى (الرجل الحر).
تقول ديانا الطحاوي، الباحثة في منظمة العفو الدولية بشمال أفريقيا، إن
البربر يملؤون المساحة التي حرموا منها لعدة عقود. ومع كل هذا النشاط الثقافي، فإن
بعض الناشطين يساورهم القلق حول مستقبل ليبيا الجديدة. شعر البربر بخيبة الأمل، كرد
فعل، وذلك عندما أعلنت حكومة مؤقتة في نوفمبر 2011 دون وزير أمازيغي واحد ضمن تشكيلتها.
وهم يخافون من تهميش المجتمع لهم، وقد أعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم الكونغرس الليبي
الأمازيغي أنها ستعلق كل العلاقات مع المجلس الوطني الانتقالي آنذاك.
يقول جوان كول، أستاذ التاريخ في جامعة ميتشيغان الأمريكية، أن البربر
يشعرون بالإحباط وبأن مساهماتهم العسكرية القوية في إسقاط القذافي قد ذهبت سدى. يقول
أحدهم "لقد تم استخدامنا في معركة التحرير الذي بمجرد أن تحقق، كانت الرسالة:
(شكرا جزيلا)". كان هذا بالنسبة لهم خيانة من قبل المجلي الوطني الانتقالي. في
هذا المناخ، يخشى البربر على حقوقهم الثقافية بسبب عدم الحماية الدستورية التي يسعون
إليها. وقد جاء في الإعلان الدستوري المؤقت أن الدولة تحمي الحقوق اللغوية والثقافية
لجميع مكونات المجتمع الليبي، مع الالتزام بالعربية لغةً رسميةً، وهذا تقصير عن مستوى
الاعتراف الذي يسعى إليه نشطاء البربر.
الأمازيغية عميقة الجذور في التاريخ باعتبارها اللغة الأم - التي سبق
وصولها بشكل ملحوظ العربية في شمال أفريقيا – فلا أقل من تكون لغة رسمية. وهم يسعون
أن يحدث للغتهم مثل ما حدث في المغرب حيث أصبحت الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب تدريس
اللغة العربية في المدارس.
يقول أحد البربر المهتمين: إن الاعتراف بحقوق أوسع للأمازيغية الليبية
يتطلب التغلب على الحواجز الثقافية التي وضعها القذافي على الأمازيغ لغةً وثقافةً وتاريخاً.
نحن في صراع عقلاني، وذلك بسبب العقلية العربية أو الإسلامية التي قدمت نفسها إلى شمال
أفريقيا منذ 1400 سنة، وهي مشكلة ليست مع الناس العاديين فقط ولكن في رؤوس السياسيين.
ومقارنة بحال الأمازيغ في الجزائر والمغرب، يقول أن الأمازيغية في ليبيا لم تتمتع بدعم
الدولة مثلما حدث في المغرب والجزائر، وهو متفائل بأن الثقافة البربرية ستستمر في الازدهار.
ويقول: "ما هو مختلف عن الجزائر والمغرب هو أن وعي الأمازيغ في ليبيا أقوى، لأننا
قد دفعنا الثمن". وقال: "لقد كان هناك شهداء ضحوا بحياتهم من أجل الحفاظ
على لغتهم، وضمان أن تكون جزءا من البيئة السياسية لليبيا الجديدة من أجل الأجيال القادمة."
إعادة ولادة للثقافة البربرية في ليبيا
ما بعد القذافي - بلادي - 20120913.docx
http://edition.cnn.com/2012/09/03/world/meast/libya-berber-amazigh-renaissance/index.html
https://docs.google.com/document/d/1UrikR2uPdJCr58KCq5BehzFGHxD2g_sbHTNUkSUwXF0/edit#