(خديجة علي عمر كريم – كتبت على الفيس بوك –
صباح الخميس 2015.07.02 – 15 رمضان 1436 هـ)
عائلتي واللهجة
المختلطة !!
اللهجة تعني اللسان، وفي علم اللغة، اللهجة هي مجموعة من الصفات اللغوية تنتمي إلى بيئة خاصة، ويشترك في هذه الصفات اللغوية جميع أفراد هذه البيئة. اي اللهجة هي مجموعه من الالفاظ و الاصوات يستخدمها مجموعة من الافراد ينتمون لنفس الطبيعة . كما ان البعض عرف اللهجة بأنها الصفات أو الخصائص التي تتميز بها بيئة ما في طريقة أداء اللغة أو النطق بما يعني ان كل بيئة لها طريقة تتميز بها في انتاج اللغة او النطق بها مختلفة عن غيرها. لذلك من الطبيعي جدا ان نرى هذا التنوع في استخدام اللغة الواحدة في بلدان مختلفة او بلد واحد او حتى في مدينة واحدة .. مثال ليبيا تستخدم اللغة العربية باختلاف عن كيفية استخدامها في مصر. وهكذا نرى ما يعرف باللهجة بالإضافة الى ذلك ان بني غازي مثلا تختلف عن زليتن في استخدامها للغه مثلا شخص من بني غازي عندما يسأل شخصا ما الامر يقول 'كنك' بينما شخص من زليتن يقول "خير". والملاحظ ايضا ان في المدينة الواحدة تجد تنوع في اللهجة ايضا فمثلا سوق الثلاثاء بزليتن يقولون "سيدي" بينما الجمعة يقولون "بوي" (سيدي وبوي = ابي ) وهكذا نستنتج انه من خلال اللهجة تستطيع تحديد هوية الشخص مباشرة فاللهجة تعتبر مرآة للبيئة التي ينتمي لها هذا الشخص .
فما قصة عائلتي اذا مع اللهجة؟
الملاحظ على لهجة عائلتي كثيرا هو اختلاط
بين اكثر من لهجة تعود لمدن مختلفة بليبيا بصورة كبيرة جدا بحيث ان لهجتنا تعاني
من انعدام الهوية !! وهذا صحيح ومائة بالمائة تماما وهذا يعود لعدة اسباب اهمها
وابرزها هو التنقل من مدينة لمدينة عبر سنين مضت ولازال موجودا هذا التنقل لسبب من
اسباب متطلبات الحياة . فمثلا والدي انتقل بأكثر من خمس مدن على حسب معرفتي طبعا
بسبب العمل ( بني غازي ، مصراته ، زليتن ، الخمس ، طرابلس ). والسبب الثاني انه
حتى الآن عائلتي لا تمكت في مدينة واحدة اي انهم يسكنون في مدن مختلفة في درنه
وبني غازي وإجدابيا والبريقة والبيضاء و زليتن وطرابلس والخمس وهذا ما اعرفه انا
فقط !
لذلك أصبحت لهجتنا مزيج من هذه اللهجات
نحن "الابناء" انفسنا احيانا لا ندرك هذا الامر ولا ندرك حقيقة هذه
اللهجة فأحيانا اجد نفسي أتحدث باللهجة الشرقاوية رغم عدد زيارتي لها قليله ويعود
السبب ان والدي درس مرحلة الثانوية والجامعية وعمل ايضا هناك واخوتي الكبار من
مواليد بني غازي.. بالطبع والدي يستطيع التمييز بين هذه اللهجات ولكن نحن للأسف
حتى نصطدم بشخص يخبرنا اننا لسنا من هذه المدينة واحيانا نضطر لاستخدام الفصحى
هروبا من هذه المواقف .. اذا الحفاظ على اللهجة هو الحفاظ على الهوية وانا هنا لا
انادي بالجهوية او تلك المفاهيم الزائفة التي تبت الفتن انما اخاطب اصحاب العقول
الراقية واعتقد ان المهتمون باللغة والدارسون لها يفهمون ما اقصده تماما ،،، فلا
داعي ان نصطنع ونفتخر بلهجات غيرنا ومدينتنا تملك لهجة جميلة ومميزات رائعة وافتخر
بلهجتي المخلطة عشوائيا.
انني بدأت احب دراسة اللغة من القلب وأهتم بجميع علومها فمزجت دراستي بها بحب
الكتابة ...
بالتوفيق.
ردحذفبالتوفيق.
ردحذفشكرًا لك
ردحذف