الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

السلامة المدرسية



https://docs.google.com/document/d/1TBtexqvU8rNOLQAi6cJRrIPUAodVrFgRPlpImHLNZG0/pub


السلامة المدرسية
بقلم الحسين سليم محسن
نقرأ كثيرا أو نسمع عن مصطلحي السلامة الصناعية أو السلامة المهنية وهما مصطلحان يعنيان سلامة الفرد الذي يعمل في مجال الصناعة أو سلامته في مجال مهنته ولكن في معظم الحال لم نجد من يهتم بالسلامة داخل المؤسسة التعليمية سواء في المدرسة أو الجامعة.
والسلامة تعني أن يكون فضاء المهنة خاليا من أي معوقات مادية أو معنوية للعمل المدرسي سواء كان ذلك بالنسبة للطالب أو للمدرس أو باقي العناصر العاملة داخل الفضاء التعليمي.
تشكل مجموعة من الأشياء بعض مصادر التهديد للسلامة ومن بينها داخل الفصل عدم وجود مصادر إضاءة جيدة وهو ما قد  يسبب إرهاقا للطالب في متابعة المادة المكتوبة سواء على السبورة أم على صفحات كتابه. وهذا يمكن أن نضيف إليها عدم جودة طباعة الكتاب نفسه بما في ذلك اختيار ألوان غير متسقة مع بعضها ليست على درجة كافية من الوضوح.
مصادر التدفئة أو التبريد التي إن وجدت بالقاعة قد تستعمل على نحو يسبب أذى للطالب بل وحتى للمدرس. ومن مشاكل الفصول والقاعات الغبار المتطاير من أقلام الطباشير وما يسببه من إثارة للأغشية الأنفية والتهابات بالجهاز التنفسي مما قد ينشأ عنه بعض أمراض الحساسية التي ربما تتحول إلى حالة مزمنة لدى البعض منهم. نعلم اليوم أن الطباشير قد اختفى أو يكاد من القاعات التعليمية لكن قد حلت محله أقلام تنبعث منها بعض الروائح التي قد لا تكون بمنجاة من الاتهام مثل ما كان الحال بالنسة للطباشير وذلك بسبب احتوائها على بعض المواد المتطايرة وغيرها.
ومن المشاكل التي يتعرض لها الطﻻب التلوث الذي قد يحدث لهم بسبب المياه الملوثة داخل المباني التعليمية وذلك لأن غياب المياه أصلا قد يكون سببا لبعض الأمراض. ولذلك فإن المؤسسات التعليمية مسؤولة مباشرة عن رفع الوعي الصحي والوعي بالسلامة الصحية لدى طلابها من خلال الدروس والمحاضرات وكذلك بالملصقات الحائطية التي تنبه إلى ذلك.
تخلو كثير من المؤسسات التعليمية من المساحات الخضراء والتي يعتبر وجودها عاملا أساسيا في رفع الذوق العام لدى الطلاب تجاه البيئة حيث يتعلمون الاهتمام بتلك المساحات وما بها من أشجار ونباتات. إضافة إلى أن هذه النباتات والأشجار تعتبر  مصدرا رئيسا للهدوء والارتياح النفسي للطالب ولكل من هم داخل المؤسسة التعليمية.
تعاني كثير من المدارس بل وحتى الكليات الجامعية من مشكلة أخرى وهي تتمثل في أن بواباتها الرئيسة تقع مباشرة على الشوارع الرئيسة وهوما يهدد حياة الطﻻب والمدرسين وكل العاملين بل وحتى الزائرين بالخطر الذين قد يتعرضون له من السسيارات المارة بتلك الشوارع. ومنذ حوالي السنة وعلى صفحات (بلادي) قدمنا الدعوة إلى الجهات التعليمية وإدارات الأمن العام من أجل أن تدرس هذا الموضوع وأن تعطيه حقه حفاظا على حياة المترددين على تلك المؤسسات.
في السنوات الأخيرة ، اتجهت شركات الاتصالات نحو وضع هوائياتها على سطوح المباني التعليمية ، وهو أمر يهدد خصوصية هذه المباني التي صار الكل طامعا بها. فأقيمت على أراضيها المحطات الكهربائية الفرعية وبعض المرافق الصحية والمرافق الإدارية. وقد خرجت علينا صفحة وزارة التربية والتعليم على الفيس بوك بخبر مفاده أن طالبا بإحدى مدارس التعليم الأساسي بمنطقة الرياينة قد وقع عليه هوائي مملوك لاحدى شركات الاتصالات الذي على المبنى المدرسي وقد فارق الحياة مباشرة. ربما يتجه الكثيرون إلى تفسير ذلك بأنه قضاء وقدر ، لكنه أيضا استهتار وإهمال من الإدارات التعليمية السابقة بهذا الموضوع الهام.
من المواضيع التي تحدث وكتب عنها الكثيرون مسألة الحقيبة المدرسية في السنوات الأولى للطفل بالحياة المدرسية، حيث يثقل كاهل الطقل بعبوة فائقة عليه أن يعاني ويلاتها طيلة سنوات ، حيث يطلب منه إحضار جميع كتبه كل يوم. وهو أمر لا بد أنه شاق. لذلك لا لزوم لأن يحضر جميع كتبه ودفاتره إلا حسب جدوله المدرسي.
يطول الحديث عن مجموع هذه المواضيع، ولكننا نأمل أن تهتم إدارات القطاعات التعليمية والإدارات المدرسية وحتى الجامعية بهذا الشأن من أجل تلاميذنا وطلابنا ومن أجل أن ينشؤو في ييئة تعليمية سليمة لا هم لهم فيها سوى التعلم.
صحيفة (بلادي) ، العدد 92 – الصادر بتاريخ الخميس 13 رجب 1434 هـ الموافق 23 مايو 2013 م
https://www.facebook.com/beladylibya

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق