الجمعة، 17 يونيو 2016

هل الجامعات مكسب وطني أم محلي؟



هل الجامعات مكسب وطني أم محلي؟

وجود جامعة بإحدى المدن يجعل الوطن كله في تلك المدينة أو هو يقتطع جزءا من أرض الوطن ويجعلها في تلك المدينة. في مثل هذه الجامعة، يكون الطلبة من كل المدن وليس من المدينة التي بها الجامعة. منذ سنوات، وزارة (أمانة) التعليم العالي كانت تجعل كل جامعة محتكرة للمدينة التي بها، فيُمنع قبول طلاب من خارج المدينة (مثل جامعة طرابلس!!) أو الإقليم (مثل جامعة المرقب)!
في الجامعة، فرصة وطنية كبيرة، حيث يكون الطلاب من أنحاء شتى يتعارفون ويتبادلون الأفكار والخبرات، وينصهرون في بوثقة الوطن.
الجامعات المحلية، تجعل الطالب قليل الخبرة، من الناحية الاجتماعية، فليس هناك ما يضيفه فكل الذين يقابلهم هم من نفس المدرسة التي درس بها أو من نفس المنطقة وهم جميعا ينتمون إلى نفس الثقافة.
بالرغم مما يبدو من إيجابيات في النشر الأفقي للتعليم الجامعي، والذي كان من ضمن أسبابه، البعد الأمني في سياسات نظام القذافي، إلا أنه أفقد الوطن والمواطن كثيرا من المزايا والإيجابيات.
الجامعات يجب أن تتسع عموديا بفتح أقسام متعددة للدراسات الحديثة المختلفة الني لم تكن موجودة بها قبل 30 عاما، والجامعات الوطنية في حال كون عددها قليلا، لديها فرصة أعظم في توفير احتياجاتها من عناصر التدريس سواء من الداخل أم من الخارج. وهي أيضا يمكنها أن تفتتح مثل هذه الأقسام بسبب وفرة عدد الطلاب الذين يمكنهم أن يلتحقوا بتلك الدراسات. أما في الجامعات المحلية فذلك لا يمكن، بسبب ضعف الإمكانات المادية والعلمية وقلة عدد الطلاب الذي يمكن أن يلتحقوا.
الجامعة مؤسسة وطنية، الولاء لدى طلابها للوطن، وبالتالي فإن خريجيها يمكن أن يحصلوا على فرص للعمل في كل أرجاء البلاد وليس في مدنهم أو أقاليمهم فقط.
جامعات اليوم، تعاني، من عدم وفرة الإمكانات المادية والعلمية، فميزانياتها تضيع دون إضافات تذكر. مكتباتها مهملة، شبكاتها الإلكترونية منعدمة، معاملها مهترئة، قاعاتها الدراسية لا تكفي أو لا تليق بالمستوى الجامعي، ... إلخ.
لو انتقلنا إلى مستوى الجامعات الوطنية، إذ يكون عددها بسيطا، في حدود 3-5 في بلد كليبيا، سيكون من المأمول أن تكون هذه الجامعات في مستوى أرقى وأفضل من كل الوجوه.
قبل ذلك، علينا أن نتخلص من فكرة أن هذه الجامعة أو تلك في مدينتي أو في مدينتك، فكله سيان، فهي دائما في الوطن، الممتد ليحتضن الجميع.

https://www.facebook.com/AlhusseinMohsen/posts/3129930464235

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق